غوتيريس: الكويت تعتلي مكانة مرموقة ضمن المجتمع الدولي

أثنى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس، على العمل المشترك الوثيق الذي يربط الكويت وكل أجهزة الأمم المتحدة، والذي يمثل نموذجاً للتعاون البناء والفعال في مختلف الميادين، مشيراً الى أن «الكويت تعتلي مكانة مرموقة ومميزة ضمن المجتمع الدولي».

واجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، مع الامين العام مساء أول من أمس، وتم خلال الاجتماع وعلى هامش أعمال مجلس الأمن الدولي، استعراض أوجه التعاون بين الكويت والأمم المتحدة وكل أجهزتها ووكالاتها المتخصصة التابعة، خاصة أن الكويت باشرت عامها الثاني من عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن لعام 2019.

كما تم التباحث في الإستحقاقات المقبلة للأمم المتحدة وفي المستجدات الإقليمية والدولية وتحديات المنطقة.

واستشهد غوتيريس بالدور الريادي للكويت في المحافل الدولية، وما دأبت عليه دوما في دعم الجهود الإقليمية والدولية، الرامية إلى تعزيز استتباب الأمن وإرساء قيم السلام حول العالم.


كما تناول الشيخ صباح الخالد خلال لقاء مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية مملكة بلجيكا ديدييه ريندرز، العلاقات الوثيقة وأطر تنميتها في كل المجالات، إضافة إلى مستجدات الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك.

وشارك نائب رئيس مجلس الوزراء في غداء عمل دعا إليه الوزير البلجيكي، بمشاركة وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، ومدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال افريقيا جورج خوري، لمناقشة الأزمة السورية وتداعياتها. وجدد الشيخ صباح الخالد أثناء الاجتماع بوزير الخارجية اليمني خالد اليماني، التأكيد على موقف الكويت الثابت والمبدئي حيال تقديم كافة أوجه الدعم لليمن ولشعبه، مشيراً إلى أن الكويت ومن خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي ستواصل مساعيها لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وبذل كل الجهود لإعادة الأمن والاستقرار لأراضيه.

بدوره، أعرب اليماني، عن شكره وتقديره للدعم الذي تقدمه الكويت لليمن على كل الأصعدة، وخاصة الصعيد الإنساني، مثمنا دورها وجهودها في إطار مجلس الأمن، ووقوفها إلى جانب اليمنيين وحرصها على استتباب الأوضاع السياسية والأمنية في الجمهورية اليمنية.

إلى ذلك، أكد الشيخ صباح الخالد، أهمية التعاون الدولي في مواجهة آثار ظاهرة تغير المناخ العابرة للحدود، والتي «لن تكون هناك دولة بمنأى عن تداعياتها».

وقال الشيخ صباح الخالد في بيان ألقاه خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في جلسة مجلس الأمن المعنية بـ(صون الأمن والسلم الدوليين)، إن الآثار السلبية لتغير المناخ نراها ماثلة أمام أعيننا، ويعاني منها ملايين البشر في مناطق مختلفة من عالمنا.

وأوضح أن الاهتمام العالمي بظاهرة تغير المناخ، قوبل باهتمام كويتي مماثل إذ حرصت الكويت على العمل الجماعي في سياق مساهمتها للاستجابة الطارئة، ومد يد العون لشعوب الدول التي تواجه الكوارث الطبيعية أو الواقعة والخارجة عن النزاعات.

ورأى إن الحقائق تؤكد بأن ظاهرة تغير المناخ عابرة للحدود، ولن تكون هناك دولة بمنأى عن تداعياتها، وجميعنا لدينا مسؤولية مشتركة، ولكن متباينة في الأعباء من أجل التصدي لها، لكن هذا الأمر يتطلب إرادة سياسية وتعاونا وتضامنا دوليا وإقليميا لاتخاذ تدابير ملموسة، وفقا للأطر المتفق عليها، والرامية إلى التصدي لآثارها.

وأضاف «واكب الاهتمام العالمي لتغير المناخ اهتمام مماثل من جانب دولة الكويت، كونه أمرا واقعا، فنحن كغيرنا من الدول متأثرون به، لذا شاطرت بلادي المجتمع الدولي في الحد من تداعيات التغير المناخي، دون أن تدخر جهدا، وصولا إلى تصديقنا على اتفاق باريس التاريخي، حيث أولت دولة الكويت الاهتمام البالغ في مجال الطاقة المتجددة وتنوع مصادرها، من خلال استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية بما يساهم في سد احتياجات الدولة للطاقة بنسبة 15 في المئة بحلول عام 2020، فضلا عن تدشين القطاع النفطي لاستراتيجيات لإدارة انبعاثات غازات الدفيئة، سعيا للحد من تلك الانبعاثات للوصول الى اقتصاد منخفض الانبعاثات، لتحسين كفاءة استخدام الطاقة الصديقة للبيئة».

كما ترأس الشيخ صباح الخالد وفد الكويت المشارك في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول مستقبل المرأة والأمن والسلم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بدعوة من ألمانيا والمملكة المتحدة وبيرو الليلة قبل الماضية، ضمن جدول أعمال اجتماعات مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري.

واعتبر الشيخ صباح الخالد في بيان ألقاه خلال الاجتماع، أن دور المرأة أحد أهم القضايا التي توليها المنظمات الإقليمية، وعلى رأسها مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، انطلاقا من المبادئ والتعاليم السامية للدين الإسلامي الحنيف.

وسلط الضوء على عدد من المحاور الأساسية التي من شأنها أن تسهم في تحقيق الهدف، على النحو التالي:
أولا: تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بصفتها شريكا أصيلا في تحقيق الاستقرار والأمن والتقدم والازدهار.

ثانيا: التزام دول المنطقة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 عبر إطلاق خطط عمل وطنية تمثل أحد الأساليب للتطبيق الفعلي لمعطيات القرار في تحقيق السلم والأمن.

وقال «في هذا الإطار فإن الكويت والتزاما منها بتنفيذ المتطلبات الدولية، حرصت على توفير الرعاية الكاملة والحياة الكريمة للمرأة والنهوض بمستواها وتطوير دورها المجتمعي ومساواتها الفعلية مع الرجل».

ثالثا: ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي ودون الإقليمي في رسم وتنفيذ الخطط الوطنية المتعلقة بالمرأة بالسلم والأمن.

رابعا: تم إدراج مسألة المرأة والسلام والأمن على جدول أعمال المجتمع الدولي بموجب قرار مجلس الأمن 1325.

وجدد دعم الكويت للجهود الأممية لإشراك المرأة في حل كافة النزاعات في الشرق الأوسط بما في ذلك الأزمة السورية والنزاع في اليمن.

وفي سياق زيارته لمقر الأمم المتحدة، التقى الشيخ صباح الخالد على التوالي وزراء خارجية، هنغاريا بيتر سيجارتو، وإندونيسيا ريتنو مارسودي، وجمهورية المالديف عبدالله شهيد، وبحث معهم سبل دعم وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات وعلى كل المستويات، كما تم استعراض المستجدات الإقليمية والدولية، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.


حضر اللقاءات مساعد وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، ومندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ناصر الهين، وعدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.

مقالات ذات صلة