الكويت تؤكد ضرورة إعادة النظر في التعامل مع تحديات القضية الفلسطينية

أكدت الكويت اليوم الاثنين ضرورة اعادة النظر في التعامل مع ما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات عبر تفعيل الجهود والعمل ضمن دائرة الأصدقاء والحلفاء “ليعلم الجميع بأن ما نطالب به عادل وما نسعى الى تحقيقه أمر مستحق”.

 

 جاء ذلك في كلمة لنائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الموقف الأمريكي من الاستيطان الاسرائيلي غير القانوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الجار الله “لقد أعلنا مرارا وتكرارا للعالم أجمع في جامعتنا العربية وفي العديد من عواصمنا العربية وعبر مناسبات عديدة عن تأييدنا ودعمنا للقضية الفلسطينية وسعينا الى تحقيق مطالب أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق المشروعة”.
 واضاف “لكننا وبكل الأسف لم نلمس تأثيرا مباشرا ونتائج ايجابية على صعيد الجهود الهادفة لتحقيق السلام واستمرت معها تطلعات أبناء الشعب الفلسطيني بعيدة عن ملامسة أرض الواقع بل واستمر تراجع القضية الفلسطينية بعيدا عن أولويات العالم الامر الذي يدعونا الى اعادة النظر في التعامل مع ما تواجهه القضية من تحديات”.

وفيما يلي نص كلمة الجارالله أمام الاجتماع:

“بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

معالي الأخ الدكتور محمد علي الحكيم وزير خارجية جمهورية العراق الشقيق رئيس مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته الحالية

أصحاب المعالي

معالي أمين عام جامعة الدول العربية

أصحاب السعادة الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر للأشقاء في دولة فلسطين على دعوتهم لعقد هذا الاجتماع الهام كما أشكر الأشقاء على تجاوبهم السريع مع هذه الدعوة ذلك التجاوب الذي يعبر عن الدعم الذي تحظى به القضية الفلسطينية وضرورة التحرك الفوري والتصدي لأي تحديات تواجهها.. كما أرحب بسمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود معربين عن خالص تهانينا له بمناسبة تعيينه وزيرا للخارجية في المملكة العربية السعودية متمنين لسموه كل التوفيق والسداد كما أشكر معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط والى جهاز الأمانة العامة على ما بذلوه من جهود مقدرة في الاعداد لهذه الدورة الطارئة.

أصحاب المعالي والسعادة

 

 ينعقد اجتماعنا اليوم في ظل ظروف اقليمية ودولية بالغة الدقة استمر معها وبكل أسف تراجع اهتمام المجتمع الدولي بقضيتنا المركزية وهي القضية الفلسطينية وانشغلت معها الجهود الدولية الراعية لعملية السلام والساعية لتحقيق تقدم ملموس فيها وتضاعفت معها معاناة أشقائنا الفلسطينيين وتعرض معها أمن المنطقة واستقرارها لمخاطر محدقة.
 وفي الوقت الذي نجدد فيه ادانتنا للاعتداءات الأخيرة على قطاع غزة لنؤكد على أهمية وحدة الموقف الفلسطيني وضرورة نبذ الخلافات بينهما لنتمكن جميعا من مواجهة دقة المرحلة الحالية وخطورتها ولا يفوتني هنا الاشادة بالأشقاء في مصر على دورهم المشهود في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين وتحقيق التهدئة لتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من الآلام والدمار.

أصحاب المعالي والسعادة

لقد أعلنا مرارا وتكرارا للعالم أجمع في جامعتنا العربية وفي العديد من عواصمنا العربية وعبر مناسبات عديدة عن تأييدنا و دعمنا للقضية الفلسطينية وسعينا الى تحقيق مطالب أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق المشروعة ولكننا وبكل الأسف لم نلمس تأثيرا مباشرا ونتائج إيجابية على صعيد الجهود الهادفة لتحقيق السلام واستمرت معها تطلعات أبناء الشعب الفلسطيني بعيدة عن ملامسة أرض الواقع بل واستمر تراجع القضية الفلسطينية بعيدا عن أولويات العالم الأمر الذي يدعونا الى اعادة النظر في التعامل مع ما تواجهه هذه القضية من تحديات بتفعيل جهودنا وعملنا ضمن دائرة الأصدقاء والحلفاء ليعلم الجميع بأن ما نطالب به عادل وما نسعى الى تحقيقه أمر مستحق.

أصحاب المعالي والسعادة

 

 يأتي الاعلان الأخير بعدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي محاولة لشرعنة المستوطنات ذلك الاعلان الذي يعد انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ولا سيما القرارات 242 و333 و2334 كما يعد تقويضا لفرص احياء مسيرة السلام.
 وأشيد هنا بالمواقف الدولية الرافضة لذلك الاعلان والمدركة لأبعاده وتداعياته والتي تم التعبير عنها عبر البيانات التي أصدرتها والتي أكدت من خلالها أهمية احترام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وتمسكها بحل الدولتين ويحدونا الأمل بأن لا تذهب هذه المواقف أدراج الرياح وأن يكون صداها مؤثراً وفاعلا في مسار المساعي الهادفة للدفع بعملية السلام.

أصحاب المعالي والسعادة

ان دولة الكويت اذ تجدد رفضها لذلك الاعلان الأحادي لتؤكد على موقفها المبدئي والثابت في دعم القضية الفلسطينية وسعيها لايجاد حل عادل لها وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين بالتعاون مع الأصدقاء وفي حث مجلس الأمن على ذلك الموقف الذي عكسته بلادي الكويت في دعم القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية ولاسيما في مجلس الأمن من خلال عضويتها غير الدائمة في عامي 2018 – 2019 فكانت الصوت العربي الذي سعى الى أن يضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات المجلس والتي كان آخرها ما عبرت عنه بلادي في جلسة مجلس الأمن بتاريخ 20 نوفمبر الجاري.

أصحاب المعالي والسعادة

 

 اننا أمام مسؤولية جماعية تتطلب منا رص صفوفنا وصياغة تحرك جماعي بالتعاون مع أصدقائنا وحلفائنا لوضع خارطة طريق نتمكن من خلالها من احياء مسيرة السلام والمضي فيها للوصول الى حل عادل لهذه القضية المصيرية تنهي معاناة أشقائنا وتصون أمن واستقرار المنطقة والعالم وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
 وفي الختام أشكركم جميعا لحسن الاصغاء متمنيا لأعمال دورتنا كل التوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

مقالات ذات صلة