الطيران المدني: جائحة كورونا دفعتنا إلى التفكير بشكل مختلف.. وتقديم العديد من المبادرات الجديدة

أعرب معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح رئيس الطيران المدني عن تقديره واعتزازه من شهادة واعتراف المنظمات الدولية وابرزها المنتدى الاقتصادي العالمي WEF) World Economic Forum) بالإجراءات المتبعة في مطار الكويت الدولي.

وأوضح الشيخ سلمان الحمود الصباح قائلا، لقد دفعتنا جائحة -كورونا- “19 – COVID” إلى التفكير بشكل مختلف وتقديم العديد من المبادرات الجديدة ليس فقط لجعل السفر أكثر أمانا ولكن أيضا لمجابهة ومكافحة انتشار المرض في الكويت.

وتابع أنه لأمر رائع أن نرى هذه الجهود يتم الاعتراف بها من قبل المنظمات الدولية المحايدة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي WEF) World Economic Forum)، حيث أن الجهود المبذولة والمبادرات التي قدمت قد ساعدت في وضع مطار الكويت الدولي على الخريطة العالمية لقيادة الطريق في تطوير التطبيقات الرقمية لإدارة الاختبارات بدقة عالية وشفافية مطلقة، وكذلك إدارة ملف بيانات اللقاحات.

ونوه الصباح إلى أن هناك تعاون وثيق وحثيث مع شركة خدمات ناشيونال لخدمات الطيران (NAS )، وزارة الصحة الكويتية، وزارة الداخلية والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات (CAIT) والهيئات الحكومية الأخرى لتطوير حلول تقنية تدمج عناصر مختلفة داخل النظام البيئي الشركات الطيران، موضحا أن الحلول الرقمية الثلاثة تعمل بتناغم ضمن إطار شبكة المرافق الطبية (MUNA) والكويت مسافر وبالسلامة ، جميعها تهدف معا لتسهيل السفر الأمن داخل وخارج الكويت.

وجدد الصباح تأكيده على أن الكويت تعمل بنشاط إلى إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص في العديد من المشاريع في جميع أنحاء البلاد، ويسعدنا العمل مع شركائنا في الحكومة الكويتية بالإضافة إلى شركة ناشيونال لخدمات الطيران (NAS) للمساعدة في جعل السفر أكثر أماناً وإعادة إطلاق صناعة السفر ليس فقط في الكويت ولكن عالميا وفق أعلى الشروط الإحترازية.

أود أن أشكر جميع الجهات الحكومية وشركة ناشيونال لخدمات الطيران (NAS) وشركات الطيران الوطنية والأجنبية وجميع العاملين بالطيران المدني وكذلك كل فرد ساهم بالمهارات والخبرة والعمل الجاد لهذه المبادرات، معا سننجح في مساعدة قطاع الطيران على الانطلاق من جديد.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشرکة ناشيونال لخدمات الطيران (NAS) حسن الحوري، إن قطاع الطيران واجه أعنف وأكبر تحدي في تاريخه في شتى أنحاء العالم في توقيت واحد ما عمق من حجم الخسائر المؤلمة للقطاع حيث تعد غير مسبوقة في مجال صناعة الطيران، حيث انخفضت حركة النقل الجوي الدولي بنسبة تقارب 90 %، كما أن هناك حوالي 46 مليون وظيفة في قطاع الطيران كانت في خطر.

في الكويت وحدها، تجاوزت تلك الخسائر مليار دولار أمریکی مما أثر ذلك سلبياً أيضا في تشتت العائلات، وانقطاع سبل العيش، وتأخر السفر للعلاج الطبي، وإلغاء التعليم، وعواقب أخرى كثيرة.

ونظرا لأن العديد من الأشخاص يأملون الأن بعودة السفر جواً، فإن الأولوية هي الصحة، وجعل البيانات أو المعلومات المتعلقة باللقاح والفحوصات رقمية بحيث يكون لذلك دور رائد تلعبه، حيث يكمن أساس هذا النهج في القدرة على جمع بيانات الركاب التي تتضمن فحوصات کوفيد قبل السفر التي أجرتها المختبرات التي تم تنقيتها للوصول إليها لاحقا وذلك لضمان خلو الركاب من فيروس كوفيد.

وقال الحوري، إن ناشيونال لخدمات الطيران (NAS)، الشركة الرائدة في خدمات المطارات في الأسواق الناشئة عملت مباشرة مع وزارة الصحة الكويتية (MOH)، والإدارة العامة للطيران المدني (DGCA)، والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلوم (CAIT)، ووزارة الداخلية (MOI) والجهات الحكومية الأخرى وشركات الطيران الوطنية لتطوير الحلول الرقمية للبيانات الصحية وتسهيل السفر بشكل آمن، حيث سخرت لذلك كافة إمكاناتها وخبرائها.
وأوضح بأن هناك ثلاثة حلول مترابطة مهدت الطريق، مما جعل الكويت أحد أكثر المطارات أمانا في العالم نتيجة اتباع ثلاثة أنظمة متكاملة تدعم هذا النهج الجديد في الكويت، والتي يمكن أن تكون بمثابة نموذج للدول الأخرى، وتشمل الأتي:

1. تقنية “blockchain” شبكة “MUNA) Medical Utility Network Accreditor)” الحاصلة على براءة اختراع، والتي تربط المختبرات في أكثر من 40 مدينة (تعتبر جميعها عالية الخطورة) برحلات مباشرة إلى الكويت. تربط شبكة MUNA المختبرات التي تم التدقيق عليها بشركات الطيران والمطارات في حين عرض نتائج فحص “19 – Covid” مع الحفاظ على خصوصية البيانات.

2. منصة “كويت مسافر “: منصة إلكترونية للمسافرين من وإلى مطار الكويت الدولي تسهل من إجراءات السفر للركاب بشكل سريع وتداول المستندات دون لمسها ، بحيث تساعد السلطات الصحية في الحصول على معلومات السفر والبيانات الصحية ذات الصلة بالمسافرين والقائمين.

3. منصة “بالسلامة”: تطبيق الكتروني يتيح للعمالة المنزلية ممر آمن ومباشر للعودة الدولة الكويت، حيث تم تسجيل الآلاف من العمالة على هذه المنصة للسفر.

وتحدث الحوري، أنه وأثناء تنفيذ هذه الحلول الرائدة، تعلمنا ستة دروس مهمة:

1- يمكن استعادة السفر جوا عبر أنحاء العالم إذا تم تعزيز ثقة الأطراف ذات الصلة
يجب أن تغرس أي أنظمة يتم تنفيذها الثقة في السلطات الصحية والمسافرين. تربط منصة “كويت مسافر” جميع المختبرات المعتمدة في الكويت، وتساعد في التأكد من صحة شهادات فحص “كوفيد 19″، والحصول على جميع البيانات الصحية من المسافرين مما يؤكد لوزارة الصحة المحلية والدول الأخرى أنه تم فحص المسافرين القادمين إلى الكويت أو المسافرين القادمين من الكويت، عندما قمنا بتطبيق إجراءات السفر دون تلامس، وضمان خصوصية البيانات، وتوفير تطبيقات سهلة الاستخدام وفعالية من حيث التكلفة ومضمونة للمسافرين من خلال المنصة، وأكثر من 200 ألف مستخدم مسجل على منصة “كویت مسافر” خلال أسبوعين من إطلاقه.

2- يجب أن تكون شهادات فحص الكوفيد رقمية
تتطلب معظم الدول حول العالم “نتيجة سلبية لفحص PCR ” قبل السفر، تضمن الشهادات الرقمية المصداقية وسهولة النقل عبر الدول، وتربط شبكة MUNA المختبرات المعتمدة الطيران وأنظمة المطارات للتحقق السريع والسهل مما يمنع ويقلل من فرص تزوير الشهادات.

3- اختلاف التقنيات المستخدمة لفحص “كوفيد 19”
تستخدم المختبرات حول العالم مجموعة فحوصات مختلفة الكشف عن فيروس “كوفيد -19″، والتي قد تتراوح دقتها من 97 ٪ إلى 60 % من خلال ربط المختبرات التي تتبع أعلى المعايير والتي تم تنقيتها بشكل مستقل.
وتضمن شبكة MUNA مصداقية التقنيات والإجراءات الخاصة بفحص PCR مع ضمان التزام المختبرات بتلك المعايير.

4- التركيز على التوافقية التشغيل المتبادل
لا يمكن لأي فرد في مجال صناعة الطيران العمل بمفرده أو على حدى، فالمقصود بهذا المجال هو ربط الأشخاص ببعضهم، وبالتالي ربط الأنظمة والعمليات الأخرى، فجميعها يجب أن تكون متوافقة لضمان أن الحلول قابلة للتشغيل المتبادل ترتبط كل من شبكة MUNA ومنصة كويت مسافر ومنصة بالسلامة مع مختلف الدول والمختبرات وشركات الطيران والمطارات.
يوجد هناك العديد من الأنظمة الصحية الرقمية المختلفة للسفر عبر أنحاء العالم حاليا.
قدمت ID2020 مؤخرا Good Health Pass Collaborative التي تهدف إلى جعل هذه الحلول قابلة للتشغيل المتبادل عبر الحدود والمناطق، وشركة “ناس” هي من بين أوائل المؤيدين لهذا المشاريع المشتركة التي ستساعد في دمج الحلول معا وسد الفجوات حيثما وجدت، مع تسهيل التعاون بين نظام بيئي جديد لذوي الصلة المشتركة كالحكومات والسلطات الصحية والجهات الرقابية.

5- القضايا المتعلقة بالأمور الاجتماعية
من المهم الوصول إلى الحلول لجميع الشرائح من المسافرين لا يمكننا افتراض أن تقنية أو حد ما سيكون سهل الاستخدام أو مناسب من حيث التكلفة لأي شخص، فإن جعل منصات مثل Mosafer Kuwait و BelSalamah بسيطة وسهلة الاستخدام مع التقليل من التكلفة أو استبعادها يضمن الوصول للجميع على نطاق أوسع.
بعد إغلاق مطار الكويت وفرض القيود على السفر من الدول عالية الخطورة، تقطعت السبل بأكثر من 400 الف وافد خارج البلاد، كثير منهم هم المعيل الوحيد لأسرهم وهم بأمس الحاجة للعودة، وقد ساهمت منصة BelSalamah بتسهيل عودة العاملة المنزلية مادة 20، وفي هذا السياق، كرست الإدارة العامة للطيران المدني آلية الدفع عبر الإنترنت من خلال منصة بالسلامة التي ساعدت في القضاء على إمكانية الإتجار بالبشر، وذلك من خلال مطابقة أصحاب العمل للموظف وتأكيد موافقته.

6- البقاء بشكل استباقي وسريع الاستجابة
لا أحد يستطيع أن يتنبأ كيف ومتى سيحدث الوباء، التطورات الجديدة تأتي بشكل يومي، فهذا السيناريو، المتطلبات الحكومية لا غنى عنها في هذه المرحلة والنجاح هو مقدرة الشركات على التصرف بسرعة مما يجعل الأمر ضروري بالنسبة لنا أن نبقى مرنين واستباقيين، ولدينا القدرة على الاستجابة بشكل أسرع.
مع التطورات الأخيرة، قد تصبح سجلات التطعيم إلزامية للسفر إلى دول محددة وقد توافق منظمة الصحة العالمية (WHO) أيضا على آليات أخرى للفحص. وتتميز منصة “كويت مسافر” بالفعل لاحتوائها على شهادة لقاح تربط بين سجلات لقاحات وزارة الصحة الكويتية، حيث تم تجهيز وتطوير نظام MUNA أيضا على أن يتضمن سجلات اللقاح بالإضافة إلى طرق الفحص الأخرى مما يؤكد على سرعة الاستجابة لجميع التغيرات.
ساعدت هذه الجهود في جعل مطار دولة الكويت أحد أكثر المطارات أمالا في العالم.

وكشف الحوري على أنه كان التركيز بدولة الكويت من خلال هذه الحلول على إعادة بناء الثقة وإعادة التواصل بين الناس، ولم يكن فقط في إطار البلد نفسه وكان أيضا للدول في الخارج ونظرا لنجاح نظام MUNA، فإن العديد من حكومات الشرق الأوسط وأفريقيا، وبعض شركات الطيران الكبرى، واثنين من المطارات الأوروبية الكبرى تجري حاليا مناقشات متقدمة مع شركة ناس لطرح هذا النظام.
منذ أن بدأت جائحة فيروس “كوفيد -19″، انخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 42 % مع فقدان أكثر من 114 مليون وظيفة.
من خلال جعل السفر أكثر أمانا، يمكننا مساعدة هؤلاء الأشخاص على العودة إلى العمل، واستعادة تواصل الناس بعائلاتهم وذويهم، وضمان تسليم البضائع في الوقت المناسب، والسماح لأطفالنا بالتنقل والسفر لجميع أنحاء العالم والسماح لصناعة الطيران العالمية للإنطلاق مرة أخرى.

وتقدم الحوري بالشكر والتقدير لجميع العاملين بالإدراة العامة للطيران المدني وعلى رأسها معالي الشيخ سلمان الحمود، وكذلك جميع شركات الطيران وجميع العاملين في الصفوف الأمامية لمكافحة انتشار فيروس كورونا.

مقالات ذات صلة